جماهير الكرة في مصر.. ولاء للنجوم أم انتماء للأندية؟

جماهير الكرة في مصر، تغير المشهد الكروي في السنوات الأخيرة في مصر بشكل لافت، حيث باتت ردود أفعال الجماهير تجاه قرارات الأندية والمدربين تدير بجرعة عالية من العاطفة، وكأن الانتماء الذي كان يومًا ما للنادي وراياته، أصبح الآن مرتبطًا باسم لاعب بعينه أو نجمه المفضل.

جماهير الكرة في مصر ولاء للنجوم أم انتماء للأندية؟

لم يعد الأمر مجرد عشق للشعار أو للكيان، بل بات الجمهور أحيانًا يتعامل مع كرة القدم بمنطق “الفرد لا المنظومة”، وهو ما يعكس تحولًا ثقافيًا في طريقة التشجيع.

انتقال اللاعبين: بين الخيانة والإحتراف

واحدة من أكثر اللحظات التي تكشف هذا التحول هي انتقال لاعب جماهيري إلى الغريم التقليدي هنا تتحول المدرجات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى محكمة جماهيرية، ويتهم فيها اللاعب بـ”الخيانة” وتمحي الجماهير  تاريخه مع النادي في لحظة غضب .

هذه السيناريوهات شاهدناها أكثر من مره عندما ينتقل لاعب من الأهلي للزمالك او العكس، واخرهم انتقال أحمد سيد زيزو احد أهم لاعبي الزمالك في السنوات الماضية للنادي الأهلي انقسم السوشيال ميديا لشقين الأول للدفاع عن اللاعب والأخر للنقد وهو ما تعودنا عليه .

لكن إذا نظرنا إلى التجارب الأوروبية، نجد أن انتقالات النجوم بين الأندية الكبرى لا تثير نفس العواصف، اللاعب هناك الجماهير تراه كمحترف يبحث عن طموحه، بينما يبقى الانتماء الأول والأخير للجماهير هو للنادي نفسه.

قرارات المدربين: العاطفة قبل المنطق

مشهد آخر يتكرر باستمرار، وهو استبعاد نجم محبوب للجماهير من التشكيل الأساسي، في هذه اللحظة، لا تناقش الخطط التكتيكية ولا يحلل أداء الفريق، بل تتحول سهام النقد كلها نحو المدرب الذي “تجرأ” على إبعاد النجم، حتى لو كان القرار منطقيًا من الناحية الفنية.

إقرأ أيضًا: غموض يحيط بمستقبل نجم الأهلي بعد اختيارات ريبيرو

الجمهور المصري غالبًا ما يجد صعوبة في تقبّل أن النجم المفضل قد تراجع مستواه أو لم يعد مناسبًا لأسلوب اللعب الحالي، فيصر على رؤيته داخل الملعب، ولو كان ذلك على حساب الأداء الجماعي.

لماذا تغيّر الجمهور وخاصة في مصر؟

عدة عوامل ساهمت في هذا التحول:

  • 1-السوشيال ميديا: قربت اللاعبين من جماهيرهم، حيث صار التواصل شخصيًا وعاطفيًا أكثر من أي وقت مضى.
  • 2-النجومية المبالغ فيها: بعض اللاعبين تحوّلوا إلى “ماركات جماهيرية”، تُسوق صورتهم أكثر من أدائهم داخل الملعب.
  • 3-الإعلام الرياضي: كثيرًا ما يستمر الانفعال ويستثمر في الإثارة، بدلًا من التحليل الموضوعي، وهو ما يضاعف حدة الانقسام.

كرة القدم في جوهرها لعبة جماعية، قوامها المنظومة لا الأفراد، استمرار التشجيع المبالغ فيه للنجوم على حساب الأندية قد يؤدي إلى هز الاستقرار الفني والإداري.

الحل يبدأ من نشر ثقافة رياضية أعمق، تقوم على أن النجم يرحل والمدرب يُستبدل، لكن يظل الكيان باق بجماهيرة فقط لا بنجومه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com